تداعيات متناثرة لذاكرة غير مرئية
مفاد الخبر المتداول في الاعلام العبري حاليا أن هناك ازديادا ملحوظا في النشاط الجنسي بعد حرب لبنان. مقارنة بالعام الماضي؛ عدد السيدات الحوامل في الشهر الخامس والسادس والسابع ارتفع بنسبة 35%. يقارن الاسرائيليون ذلك بالفترات التي تلت حربي 1973 و1967. ن
تقول مديرة أحد مراكز الصحة الانجابية في شبعا “نريد أن نقول للعالم: أردتم قتلنا ولم تستطيعون – مازلنا أحياء” ن
يفاخر الاسرائيليون بأطفال يأتون بهم الى بؤرة صراع محتوم.. أطفال يكبرون ليكتبون أسمائهم على الصواريخ التي تدك بيوت العرب وقت الحرب.. أو ليلتحقوا بالجيش وينضمون قسرا الى قطيع اذلال الفلسطينيون على المعابر أو قتلهم في الاجتياحات.. الفلسطينيون أيضا داوموا لعقود على عملية الانجاب المتواصل والمنظم بغرض الديموغرافيا.. ينجبون أطفالا لا ضمانة لهم في حياة آمنة ولا طفولة
أذكر أبو مهدي، سائق تاكسي فلسطيني مقدسي (أي من القدس) حين خفض صوته قائلا، يضعون لنا العقاقير في مياة الشرب للقضاء على خصوبتنا بلا فائدة
أذكر أيضا رنا، فتاة يافعة وابنة لصحفي لامع من رام الله (الضفة الغربية) تختزل حلمها بالدراسة في فرنسا بعد أن أنهت المدرسة الثانوية. “أريد أن أعيش” تقولها بقوة
أبو صهيب، قيادي بحماس مسئول عن تجنيد الشباب يربت على كتف ابنه، 14 عاما، قائلا “صهيب من صغره انضم لحماس – أليس كذلك؟” يشيح الصبي بوجهه ويعيد خصلة نافرة من شعره الطويل اللامع ليلصقها بعناية في مكانها
كما أذكر أمي، تهمس في أذن شريف صاحب السنوات الخمس والعيون الجميلة الداكنة وهو يشاهد جنود اسرائيليون يقتحمون أحد المنازل في نشرة أخبار “اسرائيل وحشة.. بتقتل الأطفال الفلسطينيين” ن
أمي، هي أيضا من وحدتني في بداية طفولتي مع أطفال مدرسة بحر البقر.. المذبحة التي لم تمر علي في أي كتاب تاريخ مدرسي.. ولم يعاد ذكرها أمامي أبدا سوى في فيلم حكايات الغريب
ربما كان الوضع وقت طفولة أمي وجيلها من الفلسطينيون والعرب مختلفا.. كانوا ينتظرون حسما ما خلال حياتهم وان بدا بعيدا في بعض الأحيان
أزعم أن اليوم صار من الأصعب توريث المواقف والقضية، حين تعرف في قرارة نفسك أن طفلك سيولد ويموت، وأن الحسم أمامه مئات الأعوام
بعد قضائي يومان كاملان في متحف المحرقة في واشنطن أتسائل لماذا لم يقم العرب متاحف لمذابح قانا، وصبرا وشاتيلا، وبحر البقر، وبيت حانون، ومصنع أبو زعبل؟
من أمّ الشهداء إلى أمّ الدّنيا
يَامّ الدنيا
مجيــد البرغوثــي
يامّ الدّنيا
حال الدّنيا
مُش ولا بُدّ!
ولا بُدّ تقولي .. واسمع منك
كلّ الدنيا كانت تِسمَع
رنة صوتك .. لما تقولي
كانت تسمع دَقة كعبك
نبضة قلبك
ولمّا تشوري عليها ترُدّ
عقلي تحيّر
مين اتغيّر؟
حتى احبَابها
مش أحبابك!
الشرّاني والبرّاني
واقفين عسكَر
ضدّي وضدّك
إيدِ تشِدّ وإيدِ تصُدّ
يعني نسكت؟
لأ .. مُش عادي
صفّ العسكر
طالِب أكثر
مُش معقول نقولّلو خُد
وانت بلادك
هيّ بلادي
ودَمّ ولادِك
دمّ ولادي
قلت اكتبلك
واسأل عنّك
واسمع منّك
يامّ الدنيا
حال الدّنيا مُش ولا بُدّ!
*************
http://majeedbarghouthi.net
http://majeedb.maktoobblog.com
Comment by مجيد البرغوثي — 2007/03/08 @ 9:58
لم يقم العرب متاحف للمذابح لان المذابح لم تكتمل بعد
Comment by مجيد البرغوثي — 2007/03/08 @ 14:36
و لماذا مئات الأعوام؟
الاستيطان الصليبي لم يدم أكثر من مائتي عام، و الوضع أفضل اليوم منه آنذاك. الهجرة العكسية في إسرائيل بدأت تفعل مفعولها، و فلسطينيوا الداخل سيصبحون الأغلبية في غضون عشرين إلى ثلاثين عاما، و عندها سينقلب النضال الفلسطيني من نموذج عرفات و حماس إلى نموذج جنوب أفريقيا. الدولة الواحدة هي الحل الوحيد.
Comment by عمرو غربية — 2007/03/08 @ 17:55
ولية نسجل المذابح الي حصلت لينا طز اي مذابح حصلت وخلاص خلصنا منها والي اتحرق فيها اتحرق والي ولع ولع ولو سجلناها اية الي هايحصل يعني مهوا هاتحصل مذابح تانية ولا حد هايعبرنا ماتفوقوا بقي واعرفوا حجمنا اد اية كويس
HAWK
Comment by SKYHAWK — 2007/03/12 @ 12:30
Nora enty 3amla eeh ya benty ???
Comment by Ibn abdel aziz — 2007/03/14 @ 17:00