ذهبت الى كليتى فى الثامنة و النصف صباحا .. لم يبد اليوم مختلفا.. لم يبد على زملائى -الذين قابلتهم هذا الصباح- الأستعداد للمشاركة فى الانتخابات.. التعليق الوحيد الذى قاله أحدهم هو أنه رأى عربات “مؤمن” تعبأ بأكياس السندوتشات المدبس بها أوراق تحمل اسم مصطفى السلاب.. و أضاف –ساخرا- أنه يتمنى لو كان يتبع دائرة مدينة نصر!أبعد الكلية اتجهت رأسا الى مقر لجنتى بكلية البنات.. كانت الساعة حوالى 10:45 .. زحام أمام الكلية .. يافطات تملأ الشارع.. دخلت بثقة مستمدة من زيارتى السابقة للمكان أيام أنتخابات الرئاسة.. ما ان دخلت من الباب الرئيسى حتى أعطانى أحدهم ورقة كبيرة الحجم بها صور د.مكارم و أ.عصام و شعار الاخوان و فى باقى الورقة نتيجة لعام 2006.. خطوتين أخرتين و وجدت فى يدى ورقة أخرى ليوسف البحطيطي.. سألت أحد الأشخاص عن مكان اللجان فأشار لى على المبنى المقابل موصينى على الاخوان المسلمين.. اتجهت ناحية المبنى رأيت ثلاث فتيات على قدر من الجمال يلبسن تي-شيرتات صفراء.. أردت أن أتأكد منهم انى متجه للمكان المناسب.. عشان الواحد فى المواقف دى بيتشيع كتير! .. ما علينا.. أكدت على احداهن انى فى الاتجاه الصحيح.. و دست فى يدى –المملوئة بالأوراق- بورقة أخرى و هى تقول: أحمد علام.. ماتنساش.. رمز المسدس! هذا الحوار كان على بعد خمسة أو ستة أمتار عن اللجنة..

ما ان صعدت درجات قليلة حتى وجدت ممرا مزدحما.. اتجهت نحو أول باب، وجدت قائمة بحرف الألف على يمين الباب .. لجنة 52.. شرعت أبحث عن اسمى.. كان واقف على شمال الباب شاويش ينظم الدخول و الخروج من اللجنة.. و بجانب القائمة واقف راجل.. شكله مألوف بس مش فاكر شفته فين قبل كده.. كان ماسك قائمة فى يده.. سألنى اسمك ايه؟.. أجبته و أنا منهمك فى البحث: أحمد اسماعيل.. فبدأ البحث فى القائمة التى فى يده، أو تظاهر بذلك.. قال بعد قليل: ممكن يكون اسمك مانزلش فى الكشوفات.. قلت له:لأ ازاى! و أكملت بحثى.. راودنى الاحساس ان فى اسامى مكررة.. لكن لم يكن عندى استعداد للتأكد و أنا غرقان فى بحر الاسامى بادور على اسمى.. طبعا مفيش ترتيب أبجدى.. بس الحمد لله كل الأسامى اللى قدامى تبدأ بحرف الألف.. هتف الراجل اياه: أحمد ابراهيم؟ قلتله: لأ .. أحمد اسماعيل.. شوية و قال لى: مش هاتلاقيه!.. رديت عليه: ازاى يعنى.. أنا جيت فى انتخابات الرئاسةَ.. لقيته بعد عناء.. طلعت قلم من جيبى و كتبت رقمى المسلسل على يدى.. لما شافنى نفس الراجل بتاع الكشوفات راح مطلع من جيبه اعلان صغير لترشيح فوزى السيد و أعطاه لى .. و طلعلى قلم من جيبه.. قلتله شكرا معايا قلم.. و أخذت مكانى على باب اللجنة.. الباب مفتوح و شايف ناس جوة.. لقيت واحد على شمالى بيدينى اعلان كمان و اعد يفكرنى أن الاسلام هو الحل و ان أنا متعلم و عارف.. دخلنى الشاويش.. غرفة صغيرة فيها خمسة جالسين و كان فى أربعة غيرى واقفين.. واحد من الجالسين كان قدامه مكتب.. طلب منى البطاقة الشخصية واديتهالو.. سألنى بشتغل ايه؟ -طالب..- فين؟.. –هندسة…عين شمس… سألنى واحد تانى على رقمى المسلسل و شاف بطاقتى.. طلع اسمى من الكشف و مضيت قدامه.. أعطانى الأول ورقة الترشيح و قاللى أروح ورا الستارة الداكنة.. دورت على أسامى المرشحين اللى كنت عايز انتخبهم لقيت واحد منهم.. دورت على التانى بتمعن لم أجده.. خصوصا أن أعضاء اللجنة قعدوا يسربعونى و يقولوا: يللا.. لسة فى حد ورا الستارة؟!.. اختار اتنين بس…. فأخترت بديل وحطيت الورقة فى الصندوق.. كان صندوق خشب لونه بنى فاتح.. بعدها قال أحدهم هات صباعك و وضع عليه المداد الوردى و قال لى ماتنساش بطاقتك.. و خرجت على طول متجها للبيت و فى نيتى أشارك فى الاشراف على مراقبة الانتخابات القادمة..أ
أحمد يونس
9/11/2005 أحمد يونس9/11/2005أحمد طالب بجامعة عين شمس، يمكنكم مراسلته على
a.i.younis@gmail.com

أحمد يونس9/11/2005أحمد طالب بجامعة عين شمس، يمكنكم مراسلته علىa.i.younis@gmail.com