2005/10/05

رمضان الأقليات

أدرت المفتاح فى الباب ودققت الأرض الخشبية للغرفة بقوة.. خطوتين للأمام وأدرت رأسي لليمين باتجاه المطبخ في حركة خاطفة “فهمي، النسكافية باللبن لو سمحت”.. جاء الاعلان عن تقويمي الخاص بقوة وثبات.. اتجهت الى مكتبي وبدأت أتلفت حولي.. هل ضايقت أحدا؟ لا أستطيع الا أن أكون نفسي.. الوحيد الذي بدا عليه الذهول كان فهمي نفسه.. وبينما وضع النسكافية على المكتب رفع الي عينين متسائلتين صامتتين.. نظرة أعرفها جيدا.. سرعان ما تتحول الى تمتمة خجلى باللهجة العربية حين تزول الحواجز قليلا لتأتي بسؤال متعثر “مش برضو مسلمة؟ أصلك بنت حلال والله” .. أدرت عيني في الغرفة.. لاحظت الفناجين الساخنة على مكتب اثنان من الزملاء الأجانب.. ارتياح أكبر.. مر النسكافية الأول بهدوء وتبعه ثان.. أصبح الأمر طبيعيا.. زميلي العائد من رحلة سريعة الى ليبيا قدم لي بعض البلح الليبي بابتسامة حقيقية “طالما انتي مش صايمة”.. ارحت ظهري للوراء وتذكرت مشروعا كنت أعمل به في احدى قرى محافظة الشرقية.. وجاء أحد طيبي القلب يسألني لماذا لا تصلين معنا؟.. لم أشأ أن أصدمه فقد كان جد بسيط، حنون، ومهموم بأمري.. وجدتني أقول “معلهش.. أصلي قضيت طفولتي كلها في زانزيبار”.. جاء ردي غير متوقعا مما ساعد على ظهور علامات اللخبطة على وجهه، ثم التفهم، ثم تبادل ابتسامات.. بعدها بأسابيع غرقت في الضحك حين اكتشفت أن زانزيبار دولة اسلامية، فحين لجأت لهذا الاسم الغريب لم أكن أعرف عنها شيئا

في رمضان أفضل دائما القيادة بعد مدفع الافطار.. القاهرة كلها لي.. كنا خمس سيارات فقط على جسر 6 أكتوبر.. بدأ الأحمر يملأ السماء.. من الصعب فعلا الانتماء للأقليات.. شعور جد غريب.. نظرت حولي، أين سكان هذا الكوكب؟الكل الآن يأكلون.. أليس حقا شيئا رائعا؟؟ الملايين الآن يفعلون نفس الشيء.. الملايين يجمعون على فعالية واحدة.. في نفس اللحظة.. جرت الدماء بسرعة داخلي حين تخيلت نفس الملايين يقفون في الشوارع، في نفس اللحظة، أو يطفئون الأنوار، جميعا، أو يلبسون السواد، كلهم، أو يمتنعون عن الكلام، أو ..أو… يعملون معا.. شيئا يشمل الأقليات

22 Comments »

  1. ` yaaaaaaaaaaaaaaaaaaaah

    Comment by amr rafat elkhayat — 2005/10/05 @ 17:11

  2. قديما كان هناك فتى صير يعيش مع مجموعة من الشباب و الرجال و كلما أراد شيئاً يبدأ في الصراخ و الإعتراض و البكاء على إضطهادهم له هو الفتى الضعيف المسكين فيعطوه ما يرغب حتى لا يقال عتنهم أنهم يعذبون فتى صغير

    مرت الأيام ثم انزرع اليهود في قلب القلب العرب كالشوكة و بدأوافي الصراخ والعويل و الطلب العون ضد معادي السامية الذين يتهضون أقليتهم المسالمة في وسط أغلبية عربية ساحقة رغم أن العرب و لا يرهم كان قد أدرك خطرهم أو اضطهدهم بعد

    هذا ما شعرت به و أنا أقرأ هذا الكلام عن الأقلية و تساءلت من هم هؤلاء الأقلية؟ أهم أقباط مصر و مسحييها الذين ذابوا منذ عصور و أزمان داخل مسلميها يتشاركون جميعا في الأعياد و المناسابات و مائدة إفطار رمضان و اسبوعين صيام العذراء الذي يصومه الكثير من المسلمين مع المسحين ؟ أم هم المسلمين الذين اعتبروا نفسهم أقلية حين نادوا بترك صيام رمضان و الذي يحرص عليه الكل المتدين منهم و غير المتدين كمحاولة على غسل النفس رغم كثرة خطاياه و محاولة للبدأ من جديد؟

    أعتقد إذا أردنا بهؤلاء الملايين أن يجتمعوا لغرض دنيوي فلن يحدث ذلك إلا من بعد إجتماعهم لغرض سماوي و تعاليم ربانية أي كان الدين الذي يتبعوه
    و أعتقدالرغبة في الظهور و حب مخالفة الجمع التي تتأصل في نفس هي السبب الوحيد لهذه الدعوةو إلا لما لم يظهر من يطالب الأقباط بمنع الصوم

    ربنا يهدي الجميع

    Comment by Nina — 2005/10/05 @ 17:33

  3. Very nice page/blog design
    By the way … may be it is a problem with your name, it is a bit confusing 🙂

    Comment by Green Data — 2005/10/06 @ 5:34

  4. ـ”وإلا لم لم يظهر من يطالب الأقباط بمنع الصوم”؟

    نعم؟

    – هل طاب أحد هنا “منع الصوم”؟
    ـ من قال إنّ بعض الطوائف المسيحيّة لم تقم بإلغاء الصيام الجماعيّة؟

    Comment by R — 2005/10/07 @ 8:33

  5. هناك كثير من التعميم والقفز للنتائج ووضع كلام لم أقله على لساني. وان دل ذلك على شيء فهو أنك لم تعط نفسك الفرصة لمعرفة من يختلفون عنك وبالتالي لن يمكنك التعامل أو التعاون معهم. وهذا أحد الأسباب التي تحيل بيننا وبين القيام بعمل جماعي واسع ومشترك أيا كانت طبيعته

    لم أعرض فيما كتبت للدعوة لمنع الصيام لأي طائفة أو شخص. وبالمناسبة، الذين يصومون ليسوا فقط المسلمين والأقباط، بل أن هناك أيضا يهود وأقليات أخرى تعتنق ديانات روحية أو لا ديانات على الاطلاق ولكن يقررون الامتناع عن شيء معين من أجل الوصول الى هدف روحي معين يحددونه هم

    والدعوة هنا هى الى معرفة أن هناك من لا يصومون، والاعتراف بهذا الحق وحرية ممارسته في العلن. وبالمناسبة، من الخطا الكبير تقسيم مصر الى مسلمين وأقباط ومسلمين خوارج على حد قولك. فمصر لا يزال بها يهود، ووثنيين، وعلمانيين، وشيوعيين وبوذيين وغيرهم

    في كثير من الأحيان آسف حقا لخروج غالبية اليهود المصريين من مصر. فهذا أحد الأسباب الذى أدى الى ترك الساحة في صراع مزدوج النزاع بدون أية لاعبين آخرين

    أما حديث الأقليات فهو واسع. الأقليات هم مثلا الذين لا يتحدثون الانجليزية داخل مكتبة الجامعة الأمريكية. أو تلاميذ المدارس الذين يستمعون لقرآن اجباري يوميا في طوابير الصباح ولا يفهمون لماذا لا يمكنهم هم أيضا تلاوة الانجيل. أو المصريين الذين يؤمنون بحرق الجثث بعد الوفاة ويعرفون أنهم سيكفنون بطرق لا يرضونها. أو السيدات المختمرات على شواطىء مارينا وهن يجلسن تحت الشماسي يراقبن الأطفال بينما يعج الشاطيء بالبيكينى وزيوت السمار. وغيرهم وغيرهم وغيرهم

    Comment by Administrator — 2005/10/07 @ 14:05

  6. Green Data, I am really lucky the blog design was a generous contribution of my friend Ahmad Gharbeia (طي المتصل), grateful I am.

    Comment by Administrator — 2005/10/07 @ 14:26

  7. يوجد لدينا ثقافة ما, تجعلنا نعتقد بأن كل شىء مخصص لنا ( زى الشارع لنا كده 😉 .. لا وجود للآخر فيما بيننا..! نعتقد بأن كل الناس صيام فى رمضان.. و نتربص لمن يأكل و يشرب أثناء النهار..فى محاولة معرفة ما إذا كان مسلم متهاون لا يصوم.. أو شخص غير مسلم و لا يراعى شعورنا ( إحنا الصايمين الشقيانين.,. قال يعنى 🙂 , لأن عندنا إعتقاد قوى جداً بأن ( ربنا بتاعتا لوحدنا ) .. يعنى عندما نصوم , يجب أن يحترم الكل صيامنا, علشان هو دا الصيام الصح و الأوحد الذى لا وجود لغيره ..و ( إللى يقول غير كدة.. نسود عيشتة).. الفكرة يزداد وضوحها,مع الأعتقاد بأنه لا وجود لمعتقدات أخرى و أننا فقط مسلمون أو مسيحيون..!!( يعنى يا أبيض يا أسود)!! و خروج اليهود كان كارثة.. لأنة أدى للتركيز على فكرة وجود ديانتين فقط, و إن كنا أصلاً نحن لا نعتقد سوى بالديانات التى نطلق عليها “سماوية” ( و كأنها هبطت من السماء..أو لونها سماوى) لا وجود لشىء آخر.. أو بديل آخر… أو معتقد آخر. انت بتقلبى علينا المواجع لية..؟؟ لاأعتقد بفكرة ثقافة الأقليات أو سطوة الأغلبيات, مش دى المشكلة… كلنا غرباء فى هذا البلد. بشكل أو بآخر, أو على الأقل نمر بمرحلة من الغربة فى وقت ما

    Comment by moushira — 2005/10/07 @ 14:34

  8. أعجبت بهذا الموضوع و قرأته عدة مرات.
    لم أجد ما أعلق به ،و لم أرد أن أسجل اعجابي و أمضي.

    أفكر أن الشعور الذي انتقل لي عند القراءة ليس شعورا برمضان الأقليات ، بل بالوحدة و العزلة. مشاعر المنفصل عن الجماعة ، الذي يرغب في الاحتفاظ بحقه في الاختلاف ، و في أن تتقبله الجماعة ، و أن يندمج معهم و أن يكون جزءً من هذا الكيان الكبير في يوم ما فيما يتفقان عليه.

    Comment by Mohammed — 2005/10/07 @ 16:33

  9. الاخت الفاضلة
    ردي عليكي سيكون غريب نوعا ما او ربما متوقع ممن يحملون مرجعية اسلامية او يؤسسون رؤيتهم عليها

    لكن
    انا احب عبادة الاحرار
    وليست عبادة العبيد

    عبادة من يختار الشئ لانه يختاره وليس لان كل شخص اخر يفعله

    انا اؤمن بفرضية الصيام بلا شك
    ولا اقبل ايضا ان يكون علامة تدل علي صدق وعدم صدق الشخص

    عندما طرحنا موضوع الحجاب
    قلت
    احب الي نفسي ان اجد مصر ملئ بمكشوفات الشعر وامة لا يظلم فيها احد
    من ان نكون امة ملئ بمحجبات ولا يعرف احد معني العدل

    يقول القائل وما المشكلة ان يكون الاثنين معا
    واقول
    فاما العدالة ورد الحقوق ليست مسالة اختيارية حتي عند الله عزوجل حيث قال :
    النبي في الحديث القدسي : قال الله :
    ” حرمت الظلم علي نفسي وجعلته بينكم محرما ”
    بينما ترك الايمان به والكفر به موضغ اخيتار حيث قال في كتابة الكريم
    ” فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ”
    ولم يقل
    من شاء فليظلم ومن شاء فليعدل

    احب ان تؤتي فرائض الله
    وخيرها
    اعطاء كل ذي حق حقه

    تحياتي
    اخوكي ابن عبد العزيز

    Comment by شريف عبد العزيز — 2005/10/11 @ 7:25

  10. Your post made me think if we stop eating meat or cheese in public while the christans are fasting !?

    http://kelmeteen.blogspot.com/

    Comment by Green Data — 2005/10/22 @ 15:14

  11. بسم الله ا لرحمن الرحيم
    العجيب في الامر ان المسلمين غالبا ما يتوحدون على موائد الطعام بعد ان انهكهم طول الانتضار فيا ليتنا نتوحد لنصرة الاحباب واغاثة المضلومين ومساعدة المحتاجين والكف عن ما ليس لله.

    Comment by فتىالعراق — 2006/02/19 @ 18:59

  12. الكلمة بأختصار اصلح الشعب تنصلح الحكومة والدنيا كلها، الحكاية انة مفيش اخلاق ولا ضمير اصلاً سواء من اغلبية او اقليات ،الغوغائية تفشت بصورة لم نري لها مثيل من قبل .
    الكل يدعي، الكل ينتظر الذلة من الاخر ،لا اريد التعميم ولكن واقع الحياة يفرضها بقوة اليأس ،فلا داعي ارجوكِ للتشبث في الفرعيات والجزئيات وترك الكليات، فالنتحدث عن حرية المواطن عن الاصلاح عن الازدهار عن رفع مستوي الوعي والضمير عن الاخلاق ، فلننقد نفسنا قبل نقد الاخر

    Comment by علاء احمد — 2006/09/22 @ 22:03

  13. رائع جدا جدا انا بجد ما شفتش كتابة كدة

    Comment by ahmed — 2006/10/13 @ 22:23

  14. اللى فهمته إنك مسلمة ومش بتصومى في رمضان
    صح كده
    ابقي جربى صومى السنة الجاية

    Comment by البيصي — 2006/11/19 @ 20:47

  15. فين حق المجتمع وفين حق الاغلبية
    وفين الاحترام لحريات الناس التانية
    انا قاعد في مكتبي وباشتغل قدامي مكتب مديري السكرتيرة دخلت لابسة ميني جيب بلوزة مجسمة وفاتحه اول زورارين عادي
    قدر من الحرية الشخصية نستحمله كلنا في اطار الحرية المكفولة للجميع
    عادي تاني يوم
    جت الشركة لابسة بلوزة اخف شوية ومايركو وكلون
    عادي الناس عليها ان تستحمل
    دخلت عاند المدير واتاخرت ..عادي المدير عانده شغل كتير
    السؤال هنا خرجت قالعة الكولولن وفردة من صدرها بره البرا وهي مش واخدة بالها وقال ايه لما البنات قالولها كده قالتلهم دي حرية شخصية اني اقلع الكولون
    انا باتلكم بجد حتى لو هي لابسة كده على طول تفتكروا الى اي مدي البنات يلبسن ولا يعتبر الموضوع انو تعدي على حريتي انا؟؟؟؟؟؟؟؟؟

    Comment by سيف — 2006/11/28 @ 12:14

  16. فبي معظم الأحيان و بحسن نية نعتقد أن الله لم يخلق سوانا, و أننا الوحيدين الذين نعبده بالطريقة الصحيحة ، و يكون موقفنا إما عدم تصور وجود آخرين مختلفين عنا ‘ أو كراهيتهم أو الإشفاق عليهم.
    نحن نحتاج كثيرا للنظر حولنا بدل النظر لأنفسنا.

    Comment by mohammad khamis — 2007/04/25 @ 1:28

  17. نحن فى الشرق نتمتع بالتعصب الشديد فكل واحد منا يعتقد ان ما يؤمن به وما يعتقده هو فقط اللى صح ولايقبل راى غيره مع ان الوضوع نسبي والذى يريد ان يعرف ما هي النسبية يقرا النظرية النسبية لاينشتين وفلسفته ويحاول ان يتغير ليقبل راى غيره ويحترمه حتى لو كان اقلية

    Comment by اانسان — 2007/06/26 @ 14:41

  18. أتمنى من كل قلبي إن صاحب المدونة واللي كتبوا وعلقوا على الموضوع يكونوا خارج مصر وفي تزايد دايما مستمر خلينا نرتاح منكم ومن أفكار شاذة ممكن تلاقيها فى يوم من الأيام بياخدوا عليها جوايز زي اللي بياخدوها اليومين دول ناس تانية بيسموها إبداع وحرية الآخر اللي ممكن توصل لحد إنك تصحى تلاقي واحد متعرفوش نايم جنبك على السرير وبدون إزعاج لو سمحت

    Comment by حودة — 2007/08/25 @ 22:29

  19. شكرا لك اخي لنك سنحت لنا بالتعليق على هذه الكتابة التي اعجبتني واتمنى اني اجد اخريات في مثل هذا النسق والدقة بالتوفيق لك اخي

    Comment by عليوى بلقاسم — 2007/10/19 @ 0:25

  20. بجد و الله عندك حق

    Comment by memo23 — 2008/01/26 @ 17:33

  21. هناك الكثير من الخلق في هذا الزمان مع الأسف يتفاخرون بالانسلاخ من دينهم ومن عبوديتهم لربهم الذي أوجدهم وأسبغ عليهم نعمه ظاهرة وباطنة مثلهم في ذلك مثل من فقد عقله فتراه في الطرقات لابسا أقذر الملابس وتنبعث منه أكره الروائح ولكنك تراه لا يبالي من هذه الحالة ويمشي يضحك ويتباهى ولا يشعر بأدني نقص والمسكين لا يعلم ان كل من حوله يشمئز منه ويستقذره . هذه هي الأقلية التي تحب أن تنتمي اليها هذه الكاتبة المغمورة ليذيع سيطها ويعلو دكرها ، تذكرت الان قصة لأحد الناس بال في بئر زمزم فالتف حوله الناس استنكارا لهذا الفعل الغريب المشين ولما سألوه عن سبب تصرفه قال لهم وددت أن يعلو ذكري وان اكون مشهورا حتى ولو باللعن . أبشري أيتها المغمورة انتي فعلا من الأقليات بل ومن الشواذ أيضا بما لذيكي من جهل وحماقة فكرية ، إن الله قد ميز الجنس البشري عن الحيوان بالعقل السليم ولكن عندما يسئ الانسان استخدام عقله وخاصة في التعامل مع خالقه فإنه ينحط ليصبح في منزلة أدنى من الحيوانات .

    Comment by متعلم — 2008/08/03 @ 22:04

  22. ربنا كبييير

    Comment by ENOO — 2008/09/02 @ 19:06

تلقيمة التعليقات على هذه التدوينة

علِّق على التدوينة




Write to me راسلني