في انتظار البرابرة
ما الذي ننتظره في السوق محتشدين؟
ان البرابرة يصلون اليوم
وفي مجلس الشيوخ، لماذا هذا الاعراض عن العمل؟
لماذا جلس الشيوخ لا يسنون التشريعات؟
لأن البرابرة يصلون اليوم
فما جدوى أن يعبأ الشيوخ بسن التشريعات
ما دام البرابرة حين يأتون سيعنون هم بكافة التشريعات
لماذا استيقظ امبراطورنا مبكرا هذا الصباح
وجلس عند البوابة الكبيرة للمدينة
معتليا عرشه، مرتديا تاجه وزيه الرسمي؟
لأن البرابرة يصلون اليوم
والامبراطور ينتظر استقبال زعيمهم
بل وقد أعد امبراطورنا العدة كي يمنحه شهادة فخرية
يضفي عليه فيها رتبا والقابا
لماذا خرج قنصلانا والحكام اليوم في مسوحهم الحمراء الموشاة؟
لماذا لبسوا أساور ذات جواهر قرمزية، وخواتم زمردية براقة؟
لماذا يقبضون اليوم على عصيان ثمينة، مزينة بالذهب والفضة؟
لأن البرابرة يصلون اليوم
ومثل هذه الأشياء تبهر البرابرة
لماذا لا يجيء خطباؤنا المفوهون مثل كل يوم ليلقوا خطبهم
ويقولوا ما ألفوا أن يتشدقوا به؟
لأن البرابرة يصلون اليوم
وحقيقة هم يملون الخطب، وتضجرهم البلاغة
لماذا يبدو فجأة هذا الانزعاج والقلق
ويرتسم الجد على الوجوه؟
لماذا تقفر الشوارع والميادين بسرعة
ويعود الجميع الى بيوتهم، واجمين، غارقين في التفكير؟
لأن الليل قد أقبل ولم يحضر البرابرة
بل وصل آخرون، عادوا توا من الحدود
يقولون أنه ما عاد للبرابرة وجود
ماذا سنفعل الآن في عالم بلا برابرة؟
فقد كان هؤلاء حلا من الحلول
كافافيس – شاعر الأسكندرية (1863 – 1933) ترجمة عن اليونانية د. نعيم عطية – بتصرف
No Comments »
No comments yet.
تلقيمة التعليقات على هذه التدوينة
علِّق على التدوينة