جوزف سماحة
التقيته مرتان.. الأولي في نوفمبر 2005 وكان لا يزال وقتها رئيس تحرير جريدة السفير.. كنت في زيارة سريعة لبيروت ووافق أن يلقاني في عطلته الأسبوعية لضيق وقتي.. التقينا في مقهى مطل على ساحة النجمة بقلب البلدة القديمة – التي لم تعد قديمة.. طلب لي قهوة وسألني ان كانت تلك مرتي الأولي مع بيروت.. حكى لي بشوق حزين عن ساحة النجمة قبل الحرب وقبل أن يطمسها رفيق الحريري بمشروع السوليداير واعادة بناء قلب بيروت.. حكى كيف كانت الساحة مليئة بالحوانيت الصغيرة تبيع الأزرار والأغراض.. كانت حية نابضة بأهل البلدة.. الآن هي مقسمة لكافيهات ومطاعم عالمية ومحلات ملابس وأحذية سينييه وماسورة منبثقة بالخواجات- وجه جميل بلا روح
قلت له فيروز خدعتني! صححني قائلا: كلا، فهي لم تغني أبدا لبيروت. بل لريف لبنان والضياع. قال أفضل من وصف بيروت هو زياد. تحدثنا عن حزب الله ومدى صلابة حركة 14 آذار وانتقد هو الخطاب السلطوي لجبران تويني وكان ذلك قبل اغتياله. أصر أن يدفع هو الحساب وقبل أن أرحل أستوقفني ليسأل عن حال المعارضة بمصر وهل الاشتراكيون الثوريون تنظيم عمالي أم طلابي؟ عاودت الجلوس لبضع دقائق أخرى وحدثته عن الوضع بمصر فانطفأ وجهه
المرة الثانية كانت رسمية وقصيرة. أكتوبر 2006. التقيته أنا ومديري في مكتبه الجديد بجريدة الأخبار. حرس مخصوص للجريدة قام بتفتيشنا ذاتيا وفتش الحقائب بحرفية شديدة حتي قلب الأزرار والحواف. قبل وصولنا بيروت بساعات حدث انفجاران صغيران بقرب مبنى الأمم المتحدة. فكرت وقتها فقط، هو أيضا قد يكون معرضا للأغتيال!! ن
رحل عنا اليوم، وعن بيروت، وعن طاقم جريدته، ورفاقه… ن
قلبي حزين
الصورة من موقع جريدة الأخبار
الحرية للعريف الوطني محمد خلف
Comment by نوارة — 2007/02/25 @ 21:34