قال لي.. سأعود للتدوين مرة أخرى يوم ١٠ ديسمبر.. وهو ذكرى مرور عام على اعتقاله.. وبينما كان البعض يحتفلون باليوم العالمي لحقوق الانسان، ودع فؤاد طفلتيه وحمل حقيبته في التاسعة مساء الي مطار جدة قاصدا بيروت.. ليقال له ببساطة أنت ممنوع من السفر 

حضرت الي بيروت متحمسة جدا. أولا هو ملتقى للصحافيين والناشرين العرب الثالث حول حرية الصحافة ولكن احدى جلساته مخصصة للمدونين العرب. وبما أني مازلت أغازل كلا من التدوين والصحافة بدا لي وكأن كل ما أريد اجتمع تحت سقف واحد. ليس هذا فقط ولكن لأول مرة سأقوم بادارة جلسة من جلسات المؤتمر، أي تحد شخصي جديد. أضف الى ذلك أن الجلسة بعنوان “الوجه المتغير للتدوين العربي”، وسأشارك المنصة كلا من سامي بن غربية من تونس، محمد العبد الله من سوريا، كيزي شوكت من السودان، وفؤاد الفرحان من السعودية.

ومع انهم جميعا ممن يطلق عليهم فطاحل التدوين ولكن حماسي للقاء فؤاد كان، بصراحة، اكثر من الباقين. لطالما اقترن اسمه في ذاكرتي ب”الحرية لفؤاد” وصورة شخصية له انتشرت على المدونات العربية لوقت طويل. حسنا، وما الجديد في ذلك؟ كل اصدقائي تقريبا من المدونين وغير المدونين مروا بتجربة اعتقال في وقت ما. فما الجديد عن فؤاد الفرحان.

ربما لأن فؤاد سعودي. والسعودية بالنسبة لي هي ذلك الصندوق الأسود، المصمت، الساكن. الذي لا تسمع منه أو عنه سوى اسعار براميل، او تحركات ملوك وامراء، أو الوجه الآخر للانغلاق حين يأتي السعوديون لاجازة في القاهرة. 

صراحة أنا مشتاقة لوجه آخر للسعودية. لمئات وآلاف فؤاد الفرحان. شاب مغرم بالتكنولوجيا، لديه شركة خاصة، اب لطفلتين، ينتقد ما يراه غير أخلاقي على مدونة خاصة حتى لو طال نقده كبار المسئولين.. ويلقب بالأب الروحي للمدونين السعوديين. وجه يستطيع أن يقول بعد أشهر من الاعتقال “سأعود مرة أخرى للتدوين”.

غدا سيكون مقعد فؤاد شاغرا حين يتقد الحديث حول حرية الرأي والتعبير. ربما يستطيعون ابقاؤه داخل الحدود ولكن لا أحد يستطيع أن يكتم صوته.

ستفتقدك بيروت.. ولكن سيصلها صوتك ولو من داخل جدة